الاخبار

الخميس، 16 أبريل 2020


التوجه الحديثة في التدريب الموارد البشرية ,,,
لتحقيق التنمية قدرات الافراد
نظراً للتغير المستمر تواجه الشركات / منظمات (الخاص والعام) اليوم تحديات كبيرة على المستوى الاجتماعي والاقتصادي والتقني، وتعمل في ظل بيئة تنافسية عالية تتسم بالتحدي والرغبة في تحقيق التجديد والابداع والابتكار لغرض تحقيق موقع تنافسي لها ، الأمر الذي ألقى بظله على جميع موارد وإمكانات تلك المنظمات لتواجه أو تقلل من تلك التحديات والمتغيرات المؤثرة عليها بما يساهم في تحقيق أهدافها بكفاءة وفعالية.  ويظل المورد البشري بمختلف مكوناته على المستوى القيادي والتنفيذي- أحد أهم المكونات التي تملكها الشركات / المنظمات لما يملكه ويكتسبه ويطوره من قدرات التي تساعد بدورها في تحقيق أهداف تلك الشركات / المنظمات. ولاستثمار تلك الموارد البشرية تولي المنظمات اليوم أهمية كبيرة للتدريب لتحقيق التنمية البشرية الشاملة وفقًا لتطبيق التوجهات الحديثة في التدريب.
لقد ازدادت أهمية تلك الموارد البشرية والاهتمام بها من خلال العديد من المداخل الاستراتيجية الحديثة وأهمها التدريب، وذلك مع تطور المنظمات الحديثة منذ أوائل القرن الحادي والعشرين، وذلك بتأثرها بالعديد من المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية والتقنية، وكذلك تطور احتياجات مختلف المنظمات وتنوع الخدمات التي تقدمها، إضافة إلى تنوع قدرات ومهارات الموارد البشرية التي تملكها أو تحتاجها، الأمر الذي تطلب اهتمامًا آخر بتدريب تلك الموارد البشرية وفقًا لأحدث الأساليب، بما يساهم  في تلبية احتياجات منظمات اليوم وتعزيز دورها المنشود.
ولأهمية التدريب كمدخل استراتيجي لتنمية الموارد البشرية تولي العديد من البلدان اهتمامًا كبيرًا بتطبيق توجهاته الحديثة، فعلى سبيل المثال لا الحصر...
 أشار تقرير صناعة التدريب في الولايات المتحدة الأمريكية لعام 2017م، الصادر عن مجلة (Training Magazine)، أن إجمالي الإنفاق على التدريب في العام 2017م، شهد قفزة نوعية بما نسبته (32.5%)، حيث وصل إلى (93.6) مليار دولار، في حين كان في عام 2016م (70.6) مليار دولار. كما أظهر التقرير أن إجمالي النفقات المرتبطة بالمخصصات المالية لمقدمي التدريب من مدربين، قد شهدت ارتفاعًا بلغ (41.6) مليار دولار مقارنة بالعام السابق 2016م، والتي كانت (37) مليار دولار، كما استقر إجمالي النفقات المخصصة لجلب خدمات ومنتجات من خارج الشركات والمؤسسات، بما مقداره (7.5) مليار دولار، كما كان الحال عليه في العام 2016م. كما أن متوسط الساعات المخصصة للتدريب في العام 2017م، بلغت (47.6) ساعة لكل متدرب، مقارنة بـ (39.3) ساعة تدريب في العام 2016م، وأن متوسط الإنفاق المخصص لكل متدرب بلغ في عام 2017م (1.075) دولار أمريكي، في حين كان في عام 2016م (814) دولارًا.
وليواكب التدريب احتياجات منظمات اليوم، فقد تنوعت أنماطه الحديثة، فمن أهمها توظيف أنظمة وأدوات التعلم والتدريب المختلفة عبر الإنترنت، والتدريب الإلكتروني المتزامن وغير المتزامن، والتدريب المدمج، التدريب الافتراضي، وتوظيف وسائط التعلم والتدريب المتنقل، واستخدام وسائط التواصل الاجتماعي، وتطبيق مختلف حلول الذكاء الاصطناعي بما تتضمنه من أنظمة خبيرة وذكية وأنظمة التعلم والتدريب، وأنظمة المحاكاة، وأنظمة التشخيص وتقديم الحلول العملية، وأنظمة دعم واتخاذ القرار، والبرامج والتقنية الوكيلة. 

ولتطبق مثل هذه التوجهات الحديثة في مختلف منظماتنا ، فإنه بلا شك تؤثر على العديد من العمليات داخل أي منظمة بدءًا من بناء استراتيجيات المنظمة التي تتطلب أن تُضمن مثل هذه التوجهات في تنمية الموارد البشرية، ومثل هذه المداخل الاستراتيجية الحديثة في تنمية الموارد البشرية على مختلف مستوياتها القيادية والتنفيذية تحقق اكتساب المزيد من المعارف والمهارات  الحديثة، كما تزيد من تفاعل واندماج مختلف العاملين بما يساعد المنظمة، وتولد أفكارًا وحلولًا ابتكارية، وتخلق نوعًا من التنافسية الداخلية بين العاملين، وتحقق السرعة في الأداء، وتساهم في ارتفاع مستوى الرضا ومستوى الإنتاجية، وتحقق قدر من الالتزام بأداء المهام، وتساهم في الحد من دوران العمل، وتخفض من بعض التكاليف المرتبطة بالأداء وبالموارد البشرية، وتحقق نوعًا من التنافسية والتميز بين المنظمات. ولهذه التوجهات الحديثة-كمداخل استراتيجية وأهمية كبيرة في استثمار الموارد البشرية اليوم في مختلف المنظمات لمساعدتها في مواجهة مختلف المتغيرات والتحديات المتسارعة لتضمن بدورها تنمية بشرية فاعلة ومستدامة.


رضا كريم العبودي 

هناك تعليقان (2):